ركبت وقد استرحت بعد طول عناء وتعب التدريب وفوق هذا أننى لم أنم الليله الماضيه
فغالبنى النوم ووجدتنى أستيقظت بعد أن استغرقت فى النوم
فوجدته ينظر لى بكل شفقه وعطف وفى عينيه سؤال يريد أن يطرحه
وبالفعل حدث مات توقعت وسألنى : أعائده من الكليه ؟
فأجبته : لا من التدريب
فما كان منه إلا وازدادت نظرة العطف وكأنى أخبرته بأنى عائده من السجن
فقال لى وقد بدت عليه الدهشه : وهل ستجدى بعد كل هذا التعب عمل ؟؟؟؟؟
حقيقة لم أستطع أن أجيب عليه ولكنى فهمت ما يقصده
ومايريد أن يصل اليه من نتائج أن التعليم لا فائده من ورائه
وأنكم تتعلمون وفى النهايه لا تجنوا سوى التعب والمشقه
فقلت له : لا أعلم ، فالعمل رزق مثل أى رزق يعطيه الله لمن يريد ولكنا نسعى
فرد على وقد كاد يتهمنى بالجنون : فلما تتعلمون إذا وتسعون وراء شىء غير مضمون
سبققكم لم يفعل أى شىء فهم يجلسون فى منازلهم
فما كان منى إلا أن دافعت قائله : ألا يتعلم الإنسان إلا من أجل العمل ؟؟؟
فأنا أتعلم من أجل العلم وإن جاء العمل فخير وبركه وإن لم يأتى فلا ضرر
صمت غير مكترث بحديثىوغير مقتنع به
أما فأخذت أفكر كثيراً .... فليس هذا رأيه وحده
فالكثير يقولون لى مثل هذه الجمل ويرددونها
" واللى اتعلموا خدوا اييييييييه ؟؟؟ "
" وإيه أخرة التعليم ؟؟؟ "
" وإنت أخرك إيه غير بيت جوزك ؟؟؟ "
جمل كثيره من هذا القبيل لا أسمعها إلا وأستشيط غضباً ممن يقولها
وتجدنى أدافع بكل مافى وسعى ولكن بعد أن تهدأ ثورتى وأفكر فى الأمر أتساءل
هل اللوم على هؤلاء الناس أم اللوم على هذه الدوله ؟؟؟؟
التى جعلت التعليم غريباً فيها
وجعلت من يسعى للتعليم كمن يضيع عمره هباءً
وكمن يسعى لسراب لا طائله من ورائه
فالتعليم فيها لم يزد عن كونه مضيعه للوقت والمال والعمر
هل الدوله وحدها هى السبب ؟؟؟؟؟؟
فأين أنت من كل هذا ؟؟؟؟؟؟
أين طموحاتك وأحلامك ؟؟؟؟؟؟؟؟
أين قدراتك التى أعطاك الله إياها ؟؟؟؟؟
ظروفك صعبه ؟؟؟؟؟؟؟؟
_ أجل ظروفنا جميعاً صعبه
لا توجد فرص للعمل والبطاله تدمرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_ نعم
نتعلم ونخرج من التعليم أميين لا نفقه شىء فنظام التعليم فاشل ؟؟؟؟؟؟؟؟
_ حقاً
ولكن ......... ماذا بعد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فحينما يراودنى اليأس مثلك وتجدنى محبطه من كل ما حولى من ظروف عاجزه عن فعل أى شىء
أتساءل وأتحدى نفسى
أظروفك أمن أنت ؟؟؟؟؟؟؟؟
لمن ستكون الغلبه فى النهايه ؟؟؟؟؟؟؟؟
فنحن نجهل قدر أنفسنا لذا نترك اليأس يستبد بنا ويحطمنا
فلا يوجد أدنى مبرر لأن نقص من شأن التعليم لكون الظروف قاسيه
لا يجوز بأى حال أن نحقر من شأنه لكونه فى بلد لا تقدره
وليس العلم أن نحفظ كلاماً ونحن لا نفقهه ونكتبه لننجح
فلست هذا ما أقصده
ولكننى أتحدث عن العلم الذى يرتقى بسلوكك
العلم الذى يجعلك إنساناً بما تحمله الكلمه من معانى
العلم الذى يزيدك ثقافه يوماً بعد يوم
ذلك العلم الذى قال عنه الله عز وجل
" يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات "
فحاول أن تتعلم وبعد العلم حتماً سيأتى العمل
حاول رغم ظروفك أن تصبح مميزاً بمجالك
حاول ألا تدع فرصه للظروف لقهرك
فالفرق بينا وبين غيرنا من الأمم المتقدمه
أن العلم عندهم لا يقدر بثمن
بينما العلم عندنا لا يساوى شىىىىىىء