فى هذا المجتمع الذى نعيش فيه توجد الكثير من التناقضات
وأكثر ما يثير غضبى من هذه التناقضات
طقوس الزواج التى ان دلت على شىء لن تدل الا على اننا نكلف أنفسنا أكثر من وسعها
فعلى الرغم من أننا نعيش على أرض مصر الحبيبه الا أننا نتعامل وخاصة فى أمور الزواج وكأننا نمتلك بنوك سويسرا
تبدأ هذه الطقوس بهذا الشاب المتيم الذى رسم أمال وطموحات عريضه
ليذهب الى قصر حبيبته وزوجة المستقبل حتى يدخل الباب من بيته كما يقولون
ولكن سرعان ماتتبدد هذه الأحلام بمجرد دخوله هذا القصر ويتحول قصر الأمال الى قفص الإتهام
ونجد الأب قد فتح لهذا الشاب محضر وتحقيق وس (سؤال ) وج (جواب )
ويبدأ التحقيق كالأتى :
س : هل لديك شقه ؟
ج : الحمد لله
س: هل تعمل عملاً حكومياً ؟
ج : بشتغل فى بلد سياحيه
يبدأ الضجر على الأب حيث أن ابنته المصون مستقبلها ليس فى مأمن
س : بكم ستكون الشبكه ؟
وهنا تظهر نقطة الخلاف
ج : 6000 جنيه
ينهض الأب من مكانه واقفاً
هل تعرف لمن أتيت ؟
هل تريد ابنتى تكون أقل من ابنة بنت خالة أم عمتها ؟
يرد الإبن منكسراً بإستعطاف :
أنا ( ياعمى ) لو امتلك أكثر ما تأخرت
يرد الأب قائلاً
الشبكه لن تقل عن 12,000 جنيه
رفعت الجلسه ويؤجل الحكم لحين النظر فى القضيه
يخرج الشاب المبدد وقد تحطمت أحلامه
فالحلم الذى طالما عاش يحلم به سرعان ما سقط وتحطم
يذهب الأب ليجد زوجته قد تمزقت من الغضب فكيف له أن يعامل عريس ابنته هكذا
حيث فى معتقدها أن نسبة العنوسه تزداد يوماً بعد يوم
والأمر فى غاية الخطوره وعليه أن يقبل بالعريس فوراً
ولكن اذا لاحظنا هذه الأسئله لوجدناه يعتبر ابنته سلعه والذى سيدفع أكثر هو من يستحقها
فنجده نسى اشياء كثيره يسأل عنها
بل انه تناسى شروط قبول الزوج فى ديننا حينما قال عليه أفضل الصلاة والسلام
( اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير )
ولم يقل من ترضون شقته أو ماله أو ... أو ...
من هذه المقاييس التى أصبحت المعيار الأوحد لقبول الزوج
بل نجده بهذا يريد أب لها وليس زوج
لأن المواصفات التى يطلبها الأباء الأن لا يمكن ان تجدها الا فى شاب عنده (50) سنه
حتى يصبح (كامل من مجاميعه )
ولكن بعد مداولات ومناقشات وصراعات وتقديم التنازلات
يصل الطرفين أخيراً الى نقطه مشتركه وقد تم الإتفاق على أن الشبكه بـ 10,000 جنيه
مثلها مثل كل بنات وفتيات جيلها
ومن هنا تبدأ اجراءات واعدادات الفرح
ومن هنا تبدأ البنت المصون أن تشغل نفسها (بالجهاز )
واذا تمعنا طريقة اختيارها للجهاز لوجدنا كل العجب
حيث مثلاً نجدها اشترت ( الميكرووايف ) وحينما تسألها عن فائدته بالنسبه لها
تقول لك :لا أعلم
تتعجب وتطرح سؤال اخر
لماذا اشتريتيه؟
وتكون الإجابه :
( بل نتبع ما ألفينا عليه أباؤنا أو لو كان أباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون )
فإبنة بنت خالة أم عمتها قد اشترت هذا الميكرووايف
التى لا تعرف حتى الأن كيف تنطق بإسمه
ولكنها اشترته فقط حتى لا يصبح هناك من هو أفضل منها
وقد غفلت هذه الفتاه عن ان المقياس الأوحد للمقارنه بينها وبين غيرها
يكون فى طريقة تربيتها لأولادها
يكون فى طاعتها لزوجها
يكون فى اضفاء السعاده عليهما
فكل هذه المقاييس نتناساها
أشياء حقاً غريبه فى هذا المجتمع
ولكننى احلم بأن يصبح الزواج أكثر سهوله
لأن الشباب ليس فى مقدوره كل هذا
ولذلك فأنا أحلم بإتحاد من النساء ذات فكر ناضج ومستقل
وليكن شعارهن
( عروسه من غير شبكه )